سابع الائمة الامام موسى الكاظم بن جعفر (ع) ..
بقلم|مجاهد منعثر منشد
السلام عليك يا وليّ الله، السلام عليك يا حجة الله، السلام عليكَ يا نور الله في ظلمات الأرض، السلام عليك يا من بدا لله في شأنه، أتيتك عارفاً بحقك معادياً لأعدائك فاشفع لي عند ربّك
اشهر القاب الامام موسى بن جعفر هو الامام الكاظم1 (ع) ومن القابه الاخرى باب الحوائج , الصابر , العالم , الزاهر , العبد، الصالح، . والنّفس الزكيّة وزين المجتهدين , والوفيّ , والأمين .والسيد لانه من سادات المسلمين ، وإمام من أئمتهم، وقد مدحه بهذا اللقب الشاعر الشهير أبو الفتح بقوله:
وإذا كنت للشريف غلاما***فأنا الحر والزمان غلامي 2.
ويكنى : ابوالحسن و ابو ابراهيم وهو أبو الحسن الأول، وأبو إبراهيم، وأبو علي . وسمّي عليه السلام بالكاظم لما كظمه من الغيظ، وتصبّره على ما فعله الظالمون به، حتّى مضى قتيلاً في حبسهم 3.
وابيه سادس الائمة الامام جعفر الصادق (ع) وأمه السيدة حميدة المصفاة يقال لها: حميدة المغربيّة، وقيل: نباته4 . ويقال لها: حميدة المصفّاة 5.
لقد كانت اُم الإمام من النسوة اللاتي جلبن لأسواق يثرب وقد خصها الله تعالى فتزوجت الامام الصادق (ع) لتنجب أمامنا الكاظم (ع) فكانت من أعزّ نسائه واحبّهن إليه، وآثرهن عنده.
وقد غذّاها الإمام الصادق بعلومه حتى أصبحت في طليعة نساء عصرها علماً وورعاً وايماناً، وعهد إليها بتفقيه النساء المسلمات وتعليمهن الأحكام الشرعية 6.
كما انّ الإمام الصادق(عليه السلام) كان يغدق عليها بمعروفه، وقد رأى فيها وفور العقل والكمال، وحسن الايمان وأثنى عليها ثناءاً عاطراً، فقال فيها: «حميدة مصفاة من الأدناس كسبيكة الذهب، مازالت الأملاك تحرسها حتى اديت إليّ كرامة من الله وللحجة من بعدي 7.
وقداختلف المؤرخون في نسبها فقيل انّها اندلسية، وتكنّى لؤلؤة 8, وقيل إنّها رومية 9, وقيل انّها من أجلّ بيوت الأعاجم 10.
مولده الشريف (ع) :ـ
وُلِدَ الامام موسى بن جعفر (ع) في أواخر الحكم الاموي .
ولد بين مكة و المدينة فى منطقة تسمى الابواء11 عام 128 هـ ايام عبدالملك بن مروان فى السابع عشر من صفر11. يوم الأحد ويقال: الثلاثاء 12.
قال المنهال القصّاب: (خرجت من مكّة أريد المدينة فمررت بالأبواء وقد ولد لأبي عبد الله موسى (عليه السلام)، فسبقته إلى المدينة ودخل بعدي بيوم فأطعم النّاس ثلاثاً فكنت آكل فيمن يأكل، فما آكل شيئاً إلى الغد حتّى أعود فآكل، فمكثت بذلك ثلاثاً أطعم حتى ارتفق ثمّ لا أطعم شيئاً إلى الغد 13.
مدة امامته: خمسة و ثلاثين عاماً، استلم مهام الامامة و له من العمر عشرين سنة عام 148 هـ .
من زوجاته: اشهر هن السيدة الجليلة «تكتم» ام الامام الرضــا (ع).
اوصافه: كان اسمراً، شديد السمرة14, ، معتدل القامة، كث اللحية15, حسن الوجه، نحيف الجسم، له هيبة و جلال. ووصفه شقيق البلخي فقال: كان حسن الوجه ، شديد السمرة، نحيف الجسم.
شهادته : كان استشهاده (ع) فى سجن السندى بن شاهك ببغداد المصادف 25 رجب عام 183 هـ متأثراً بسم دسه اليه هارون الرشيد و كان عمره خمسة و خمسون عاماً.
والامام الكاظم (ع) معروف عند أهل العراق ومشهور بالكرامات واطلق لقب من عامة الناس عليه ابو طلبه وباب الحوائج فقد اشتهر بين العام والخاص أنه ما قصده مكروب أو حزين إلا فرّج الله آلامه وأحزانه وما استجار أحد بضريحه المقدس إلا قضيت حوائجه، ورجع الى أهله مثلوج القلب مستريح الفكر مما ألم به من طوارق الزمن وفجائع الايام، وقد آمن بذلك جمهور شيعته بل عموم المسلمين على اختلاف طبقاتهم ونزعاتهم، فهذا شيخ الحنابلة وعميدهم الروحي أبو علي الخلال يقول:
ما همّني أمر فقصدت قبر موسى بن جعفر الاّ سهّل الله تعالى لي ما أحب 16.
وقال الشافعى: «قبر موسى الكاظم الترياق المجرَّب 17.
زوجة الامام الكاظم (ع) :ـ
قال الشاعر
ألا أن خيـــر النســـاء نفساً ووالداً
ورهطــــاً وأجداداً علـــي المـــعظم
أتـــتنا بـــه للعلـــم والحــلــم ثامناً
إمــــاماً يــــؤدي حـــجــــة الله تكتم
وهي تكتم الطاهرة ـ (أم البنين) أم الإمام الرضا (عليه السلام).
وجاء في كتاب تراجم الشيعة :ـ (تكتم) بضم أوله وسكون الكاف وفتح التاء الفوقانية قبل الميم18.
وقال الشيخ الصدوق (قدس سره ) :ـ
هكذا تسمى باسمها حين ملكها أبو الحسن موسى بن جعفر عليهم السلام وهي أم ولده الإمام الرضا عليه السلام، كانت من أشراف العجم جارية مولدة وكانت من أفضل النساء في عقلها ودينها وإعظامها لمولاتها حميدة المصفاة حتى أنها ما جلست بين يديها مذ ملكتها إجلالاً لها.
فقالت لابنها موسى عليه السلام: يا بني، إن تكتم أفضل مني، ولست أشك أن الله تعالى سيطهر نسلها إن كان لها نسل وقد وهبتها لك، فاستوص خيراً بها19.
وذكر الشيخ عباس القمي في كتابه (الأنوار البهية) أن أم الإمام الثامن الضامن المأمول المرتجى مولانا أبو الحسن علي بن موسى الرضا (عليه السلام) هي أم ولد يقال لها أم البنين، واسمها نجمة ويقال لها تكتم أيضاً، اشترتها حميدة المصفاة أم موسى (عليه السلام) وكانت أفضل النساء في عقلها ودينها وإعظامها لمولاتها .
روي أن السيدة حميدة رأت في المنام رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول لها: يا حميدة، هبي نجمة لابنك موسى (عليه السلام) فإنه سيولد له منها خير أهل الأرض، فوهبتها له، فلما ولدت له الرضا عليه السلام سماها الطاهرة.
اولاده
اختلف المؤرخون في عدد أولاد الإمام موسى الكاظم (ع)و منهم من قال: انهم ثلاثة وثلاثون، الذكور منهم 16 والإناث 17.
ومنهم من قال: سبعة وثلاثون، الذكور 18 والإناث 19.
ومنهم من قال: ثمانية وثلاثون، الذكور 20 والإناث 18..|20.
وقال الطبرسي وهو الاشهر والاقوى: كان له سبعة وثلاثون ولداً ذكراً وأنثى. علي بن موسى الرضا (عليه السلام)، وإبراهيم والعباس والقاسم من أمهات متعددة.
وأحمد، ومحمد، وحمزة من أم واحدة.
وإسماعيل، وجعفر، وهارون، والحسن من أم واحدة.
وعبد الله، وإسحاق، وعبيد الله، وزيد، والحسن، والفضل، وسليمان من أمهات متعددة.
وفاطمة الكبرى، وفاطمة الصغرى، ورقية، ومكية، وأم أبيها، ورقية الصغرى وكلثم، وأم جعفر، ولبانة، وزينب، وخديجة وعلية، وآمنة، وحسنة، وبريهة، وعائشة، وأم سلمة، وميمونة، وأم كلثوم من أمهات متعددة.
إن لكل واحد من أولاد أبي الحسن موسى (عليه السلام) فضلاً مشهوداً21.
ولكل واحد من أبناء أبي الحسن موسى (عليه السلام) فضل ومنقبة وكان الرضا مشهوراً بالتقدم ونباهة القدر، وعظم الشأن، وجلالة المقام بين الخاص والعام 22.
فكانوا من خيرة أبناء المسلمين في عصره يتصفون بالتقوى والورع والخير والصلاح والابتعاد عن مآثم الحياة وأباطيلها.
أخوان الامام موسى بن جعفر (عليهما السلام )
إسماعيل وهو الولد الاكبر للامام جعفر الصادق (ع) ؛ روي أن أبا عبد الله حزن عليه حزناً شديداً، وأمر بوضع سريره على الأرض عدة مرات قبل دفنه، وكان يكشف عن وجهه وينظر إليه، ويريد بذلك تحقيق أمر وفاته عند الظانين خلافته له من بعده، وإزالة الشبهة عنهم في حياته 23.
قال الشيخ المفيد: إنه مات في حياة أبيه بالعريض، وحمل على رقاب الرجال إلى أبيه بالمدينة حتى دفن بالبقيع .
ويأتي بعد اسماعيل من أخوت الامام الكاظم (ع) :ـ
1. عبد الله .
2.علي .. قال الشيخ الطوسي رضوان الله عليه: علي بن جعفر أخو موسى بن جعفر بن محمد (عليهم السلام)، جليل القدر، ثقة، له كتاب المناسك ومسائل لأخيه موسى الكاظم بن جعفر (عليهم السلام) سأله عنها24. وعاش دهراً طويلاً حتى أدرك الإمام الجواد (عليه السلام).
4.إسحاق قال الشيخ المفيد: كان إسحاق بن جعفر من أهل الفضل والصلاح والورع والاجتهاد، قد روى عنه الناس الحديث والآثار وكان ابن كاسب يقول إذا حدث عنه: حدّثني الثقة الرضي إسحاق بن جعفر وكان إسحاق يقول بإمامة أخيه موسى بن جعفر (عليه السلام) 25. ويلقب المؤتمن زوج السيّدة نفيسة بنت الحسن بن زيد بن الحسن السبط (عليه السلام) صاحبة الروضة المشهورة بالقاهرة المعروفة بالست نفيسة؛ سافر مع زوجته إلى مصر وأقام بالفسطاط .
5 عباس قال الشيخ المفيد: كان العباس بن جعفر رحمه الله فاضلاً نبيلاً 26.
6 محمد بن جعفر (عليه السلام): من الزهّاد والعبّاد، كان يسكن مكة ويروي بها الأحاديث، وفي أيام ظهور الفتنة بين الأمين والمأمون خرج في مكة وادعى الخلافة، أرسل إليه المأمون جيشاً بإمارة الجلودي، فلما وصل جيش المأمون مكة خلع نفسه وبايع المأمون. ثم سافر إلى خراسان وأقام بمرو، ولما وصل المأمون جرجان قتله بالسم وكان قبره معروفاً بجرجان في القرن الرابع الهجري. 27.
سخاء الامام (ع)
اتفق المؤرخون أنه كان أندى الناس كفّاً، يشعر مع المحتاجين، ويعطي المعوزين، ويصل المحرومين في غلس الليل البهيم، حتى لا يعرفه أحد، ويكون عطاؤه في سبيل الله، وكانت تضرب بصرره المثل.
فكان الناس يقولون: (عجباً لمن جاءته صرار موسى وهو يشتكي الفقر) أنفق جميع ما يملكه على الضعفاء والمنكوبين، وأنقذ الكثيرين منهم من مرارة الفقر والحرمان.
أجمع المؤرخون أنه كان يقابل الإساءة بالإحسان، والذنب بالعفو، شأنه شأن جدّه الرسول الأكرم (صلّى الله عليه وآله) وقد قابل جميع ما لاقاه من أذى وظلم من الحاقدين عليه بالصبر والصفح الجميل.
معاصرية
من بنى العباس: عاصر بقية ملك المنصور و ملك المهدى لمدة 10 سنوات و الهادى لمدة سنة واحدة و هارون الرشيد لمدة 15 سنة.
محل دفنه: مدينة الكاظمية فى العراق.
• شاعره: السيد الحميري.
• بوابه: محمد بن الفضل.
• ملوك عصره: المنصور، محمد المهدي، موسى الهادي، هارون الرشيد
• حياته: عاش فترة من عمره في ظلمات السجون، فقد سجنه المهدي العباسي ثم أطلقه وسجنه هارون الرشيد في البصرة عند عيسى بن جعفر، ثم نقله إلى بغداد عند الفضل بن الربيع، ثم عند الفضل بن يحيى، ثم عند السندي بن شاهك.
• قبره: دفن في جانب الكرخ، في مقابر قريش، وقبره اليوم ينافس السماء علواً وازدهاراً، على أعتابه يتكدس الذهب، ويزدحم عنده الألوف من المسلمين من شرق الأرض وغربها لزيارته، والتطواف حول ضريحه الأقدس.
من اصحابه (ع) :ـ
عليّ بن يقطين وقد ضمن له الامام الكاظم (ع) الجنة 28,
قال عبد الله بن يحيى الكاهلي: (كنت عند أبي إبراهيم (عليه السلام) إذ اقبل عليّ بن يقطين فالتفت أبو الحسن (عليه السلام) إلى أصحابه، فقال: من سرّه أن يرى رجلاً من أصحاب رسول الله (ص) فلينظر إلى هذا المقبل، فقال له رجل من القوم: هو إذن من أهل الجنّة؟ فقال أبو الحسن (عليه السلام): أمّا أنا فأشهد أنّه من أهل الجنة 29.
وقال (عليه السلام) لعلي بن يقطين : «كفّارة عمل السلطان الاحسان الى الاخوان».
امامته 30 :ـ
بقلم|مجاهد منعثر منشد
السلام عليك يا وليّ الله، السلام عليك يا حجة الله، السلام عليكَ يا نور الله في ظلمات الأرض، السلام عليك يا من بدا لله في شأنه، أتيتك عارفاً بحقك معادياً لأعدائك فاشفع لي عند ربّك
اشهر القاب الامام موسى بن جعفر هو الامام الكاظم1 (ع) ومن القابه الاخرى باب الحوائج , الصابر , العالم , الزاهر , العبد، الصالح، . والنّفس الزكيّة وزين المجتهدين , والوفيّ , والأمين .والسيد لانه من سادات المسلمين ، وإمام من أئمتهم، وقد مدحه بهذا اللقب الشاعر الشهير أبو الفتح بقوله:
وإذا كنت للشريف غلاما***فأنا الحر والزمان غلامي 2.
ويكنى : ابوالحسن و ابو ابراهيم وهو أبو الحسن الأول، وأبو إبراهيم، وأبو علي . وسمّي عليه السلام بالكاظم لما كظمه من الغيظ، وتصبّره على ما فعله الظالمون به، حتّى مضى قتيلاً في حبسهم 3.
وابيه سادس الائمة الامام جعفر الصادق (ع) وأمه السيدة حميدة المصفاة يقال لها: حميدة المغربيّة، وقيل: نباته4 . ويقال لها: حميدة المصفّاة 5.
لقد كانت اُم الإمام من النسوة اللاتي جلبن لأسواق يثرب وقد خصها الله تعالى فتزوجت الامام الصادق (ع) لتنجب أمامنا الكاظم (ع) فكانت من أعزّ نسائه واحبّهن إليه، وآثرهن عنده.
وقد غذّاها الإمام الصادق بعلومه حتى أصبحت في طليعة نساء عصرها علماً وورعاً وايماناً، وعهد إليها بتفقيه النساء المسلمات وتعليمهن الأحكام الشرعية 6.
كما انّ الإمام الصادق(عليه السلام) كان يغدق عليها بمعروفه، وقد رأى فيها وفور العقل والكمال، وحسن الايمان وأثنى عليها ثناءاً عاطراً، فقال فيها: «حميدة مصفاة من الأدناس كسبيكة الذهب، مازالت الأملاك تحرسها حتى اديت إليّ كرامة من الله وللحجة من بعدي 7.
وقداختلف المؤرخون في نسبها فقيل انّها اندلسية، وتكنّى لؤلؤة 8, وقيل إنّها رومية 9, وقيل انّها من أجلّ بيوت الأعاجم 10.
مولده الشريف (ع) :ـ
وُلِدَ الامام موسى بن جعفر (ع) في أواخر الحكم الاموي .
ولد بين مكة و المدينة فى منطقة تسمى الابواء11 عام 128 هـ ايام عبدالملك بن مروان فى السابع عشر من صفر11. يوم الأحد ويقال: الثلاثاء 12.
قال المنهال القصّاب: (خرجت من مكّة أريد المدينة فمررت بالأبواء وقد ولد لأبي عبد الله موسى (عليه السلام)، فسبقته إلى المدينة ودخل بعدي بيوم فأطعم النّاس ثلاثاً فكنت آكل فيمن يأكل، فما آكل شيئاً إلى الغد حتّى أعود فآكل، فمكثت بذلك ثلاثاً أطعم حتى ارتفق ثمّ لا أطعم شيئاً إلى الغد 13.
مدة امامته: خمسة و ثلاثين عاماً، استلم مهام الامامة و له من العمر عشرين سنة عام 148 هـ .
من زوجاته: اشهر هن السيدة الجليلة «تكتم» ام الامام الرضــا (ع).
اوصافه: كان اسمراً، شديد السمرة14, ، معتدل القامة، كث اللحية15, حسن الوجه، نحيف الجسم، له هيبة و جلال. ووصفه شقيق البلخي فقال: كان حسن الوجه ، شديد السمرة، نحيف الجسم.
شهادته : كان استشهاده (ع) فى سجن السندى بن شاهك ببغداد المصادف 25 رجب عام 183 هـ متأثراً بسم دسه اليه هارون الرشيد و كان عمره خمسة و خمسون عاماً.
والامام الكاظم (ع) معروف عند أهل العراق ومشهور بالكرامات واطلق لقب من عامة الناس عليه ابو طلبه وباب الحوائج فقد اشتهر بين العام والخاص أنه ما قصده مكروب أو حزين إلا فرّج الله آلامه وأحزانه وما استجار أحد بضريحه المقدس إلا قضيت حوائجه، ورجع الى أهله مثلوج القلب مستريح الفكر مما ألم به من طوارق الزمن وفجائع الايام، وقد آمن بذلك جمهور شيعته بل عموم المسلمين على اختلاف طبقاتهم ونزعاتهم، فهذا شيخ الحنابلة وعميدهم الروحي أبو علي الخلال يقول:
ما همّني أمر فقصدت قبر موسى بن جعفر الاّ سهّل الله تعالى لي ما أحب 16.
وقال الشافعى: «قبر موسى الكاظم الترياق المجرَّب 17.
زوجة الامام الكاظم (ع) :ـ
قال الشاعر
ألا أن خيـــر النســـاء نفساً ووالداً
ورهطــــاً وأجداداً علـــي المـــعظم
أتـــتنا بـــه للعلـــم والحــلــم ثامناً
إمــــاماً يــــؤدي حـــجــــة الله تكتم
وهي تكتم الطاهرة ـ (أم البنين) أم الإمام الرضا (عليه السلام).
وجاء في كتاب تراجم الشيعة :ـ (تكتم) بضم أوله وسكون الكاف وفتح التاء الفوقانية قبل الميم18.
وقال الشيخ الصدوق (قدس سره ) :ـ
هكذا تسمى باسمها حين ملكها أبو الحسن موسى بن جعفر عليهم السلام وهي أم ولده الإمام الرضا عليه السلام، كانت من أشراف العجم جارية مولدة وكانت من أفضل النساء في عقلها ودينها وإعظامها لمولاتها حميدة المصفاة حتى أنها ما جلست بين يديها مذ ملكتها إجلالاً لها.
فقالت لابنها موسى عليه السلام: يا بني، إن تكتم أفضل مني، ولست أشك أن الله تعالى سيطهر نسلها إن كان لها نسل وقد وهبتها لك، فاستوص خيراً بها19.
وذكر الشيخ عباس القمي في كتابه (الأنوار البهية) أن أم الإمام الثامن الضامن المأمول المرتجى مولانا أبو الحسن علي بن موسى الرضا (عليه السلام) هي أم ولد يقال لها أم البنين، واسمها نجمة ويقال لها تكتم أيضاً، اشترتها حميدة المصفاة أم موسى (عليه السلام) وكانت أفضل النساء في عقلها ودينها وإعظامها لمولاتها .
روي أن السيدة حميدة رأت في المنام رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول لها: يا حميدة، هبي نجمة لابنك موسى (عليه السلام) فإنه سيولد له منها خير أهل الأرض، فوهبتها له، فلما ولدت له الرضا عليه السلام سماها الطاهرة.
اولاده
اختلف المؤرخون في عدد أولاد الإمام موسى الكاظم (ع)و منهم من قال: انهم ثلاثة وثلاثون، الذكور منهم 16 والإناث 17.
ومنهم من قال: سبعة وثلاثون، الذكور 18 والإناث 19.
ومنهم من قال: ثمانية وثلاثون، الذكور 20 والإناث 18..|20.
وقال الطبرسي وهو الاشهر والاقوى: كان له سبعة وثلاثون ولداً ذكراً وأنثى. علي بن موسى الرضا (عليه السلام)، وإبراهيم والعباس والقاسم من أمهات متعددة.
وأحمد، ومحمد، وحمزة من أم واحدة.
وإسماعيل، وجعفر، وهارون، والحسن من أم واحدة.
وعبد الله، وإسحاق، وعبيد الله، وزيد، والحسن، والفضل، وسليمان من أمهات متعددة.
وفاطمة الكبرى، وفاطمة الصغرى، ورقية، ومكية، وأم أبيها، ورقية الصغرى وكلثم، وأم جعفر، ولبانة، وزينب، وخديجة وعلية، وآمنة، وحسنة، وبريهة، وعائشة، وأم سلمة، وميمونة، وأم كلثوم من أمهات متعددة.
إن لكل واحد من أولاد أبي الحسن موسى (عليه السلام) فضلاً مشهوداً21.
ولكل واحد من أبناء أبي الحسن موسى (عليه السلام) فضل ومنقبة وكان الرضا مشهوراً بالتقدم ونباهة القدر، وعظم الشأن، وجلالة المقام بين الخاص والعام 22.
فكانوا من خيرة أبناء المسلمين في عصره يتصفون بالتقوى والورع والخير والصلاح والابتعاد عن مآثم الحياة وأباطيلها.
أخوان الامام موسى بن جعفر (عليهما السلام )
إسماعيل وهو الولد الاكبر للامام جعفر الصادق (ع) ؛ روي أن أبا عبد الله حزن عليه حزناً شديداً، وأمر بوضع سريره على الأرض عدة مرات قبل دفنه، وكان يكشف عن وجهه وينظر إليه، ويريد بذلك تحقيق أمر وفاته عند الظانين خلافته له من بعده، وإزالة الشبهة عنهم في حياته 23.
قال الشيخ المفيد: إنه مات في حياة أبيه بالعريض، وحمل على رقاب الرجال إلى أبيه بالمدينة حتى دفن بالبقيع .
ويأتي بعد اسماعيل من أخوت الامام الكاظم (ع) :ـ
1. عبد الله .
2.علي .. قال الشيخ الطوسي رضوان الله عليه: علي بن جعفر أخو موسى بن جعفر بن محمد (عليهم السلام)، جليل القدر، ثقة، له كتاب المناسك ومسائل لأخيه موسى الكاظم بن جعفر (عليهم السلام) سأله عنها24. وعاش دهراً طويلاً حتى أدرك الإمام الجواد (عليه السلام).
4.إسحاق قال الشيخ المفيد: كان إسحاق بن جعفر من أهل الفضل والصلاح والورع والاجتهاد، قد روى عنه الناس الحديث والآثار وكان ابن كاسب يقول إذا حدث عنه: حدّثني الثقة الرضي إسحاق بن جعفر وكان إسحاق يقول بإمامة أخيه موسى بن جعفر (عليه السلام) 25. ويلقب المؤتمن زوج السيّدة نفيسة بنت الحسن بن زيد بن الحسن السبط (عليه السلام) صاحبة الروضة المشهورة بالقاهرة المعروفة بالست نفيسة؛ سافر مع زوجته إلى مصر وأقام بالفسطاط .
5 عباس قال الشيخ المفيد: كان العباس بن جعفر رحمه الله فاضلاً نبيلاً 26.
6 محمد بن جعفر (عليه السلام): من الزهّاد والعبّاد، كان يسكن مكة ويروي بها الأحاديث، وفي أيام ظهور الفتنة بين الأمين والمأمون خرج في مكة وادعى الخلافة، أرسل إليه المأمون جيشاً بإمارة الجلودي، فلما وصل جيش المأمون مكة خلع نفسه وبايع المأمون. ثم سافر إلى خراسان وأقام بمرو، ولما وصل المأمون جرجان قتله بالسم وكان قبره معروفاً بجرجان في القرن الرابع الهجري. 27.
سخاء الامام (ع)
اتفق المؤرخون أنه كان أندى الناس كفّاً، يشعر مع المحتاجين، ويعطي المعوزين، ويصل المحرومين في غلس الليل البهيم، حتى لا يعرفه أحد، ويكون عطاؤه في سبيل الله، وكانت تضرب بصرره المثل.
فكان الناس يقولون: (عجباً لمن جاءته صرار موسى وهو يشتكي الفقر) أنفق جميع ما يملكه على الضعفاء والمنكوبين، وأنقذ الكثيرين منهم من مرارة الفقر والحرمان.
أجمع المؤرخون أنه كان يقابل الإساءة بالإحسان، والذنب بالعفو، شأنه شأن جدّه الرسول الأكرم (صلّى الله عليه وآله) وقد قابل جميع ما لاقاه من أذى وظلم من الحاقدين عليه بالصبر والصفح الجميل.
معاصرية
من بنى العباس: عاصر بقية ملك المنصور و ملك المهدى لمدة 10 سنوات و الهادى لمدة سنة واحدة و هارون الرشيد لمدة 15 سنة.
محل دفنه: مدينة الكاظمية فى العراق.
• شاعره: السيد الحميري.
• بوابه: محمد بن الفضل.
• ملوك عصره: المنصور، محمد المهدي، موسى الهادي، هارون الرشيد
• حياته: عاش فترة من عمره في ظلمات السجون، فقد سجنه المهدي العباسي ثم أطلقه وسجنه هارون الرشيد في البصرة عند عيسى بن جعفر، ثم نقله إلى بغداد عند الفضل بن الربيع، ثم عند الفضل بن يحيى، ثم عند السندي بن شاهك.
• قبره: دفن في جانب الكرخ، في مقابر قريش، وقبره اليوم ينافس السماء علواً وازدهاراً، على أعتابه يتكدس الذهب، ويزدحم عنده الألوف من المسلمين من شرق الأرض وغربها لزيارته، والتطواف حول ضريحه الأقدس.
من اصحابه (ع) :ـ
عليّ بن يقطين وقد ضمن له الامام الكاظم (ع) الجنة 28,
قال عبد الله بن يحيى الكاهلي: (كنت عند أبي إبراهيم (عليه السلام) إذ اقبل عليّ بن يقطين فالتفت أبو الحسن (عليه السلام) إلى أصحابه، فقال: من سرّه أن يرى رجلاً من أصحاب رسول الله (ص) فلينظر إلى هذا المقبل، فقال له رجل من القوم: هو إذن من أهل الجنّة؟ فقال أبو الحسن (عليه السلام): أمّا أنا فأشهد أنّه من أهل الجنة 29.
وقال (عليه السلام) لعلي بن يقطين : «كفّارة عمل السلطان الاحسان الى الاخوان».
امامته 30 :ـ
تعليق